{لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا} روي عن ابن عباس: أن البرد النوم، ومثله قال الكسائي وقال أبو عبيدة، تقول العرب: منع البرد، البردَ أي أذهب البرد النوم. وقال الحسن وعطاء: {لا يذوقون فيها بردًا} أي: روحًا وراحة. وقال مقاتل: {لا يذوقون فيها بردًا} ينفعهم من حر، {ولا شرابًا} ينفعهم من عطش. {إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} قال ابن عباس: الغساق الزمهرير يحرقهم ببرده. وقيل: صديد أهل النار، وقد ذكرناه في سورة ص: {جَزَاءً وِفَاقًا} أي جزيناهم جزاء وافق أعمالهم. قال مقاتل: وافق العذاب الذنب، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار. {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا} لا يخافون أن يحاسبوا، والمعنى: أنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث ولا بأنهم محاسبون. {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أي بما جاءت به الأنبياء {كِذَّابًا} تكذيبًا، قال الفراء: هي لغة يمانية فصيحة، يقولون في مصدر التفعيل فِعَّال وقال: قال لي أعرابي منهم على المروة يستفتيني: الحلق أحب إليك أم القِصَّار؟. {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} أي وكل شيء من الأعمال بيَّناه في اللوح المحفوظ، كقوله: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} [يس- 12].